ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
ليس كمثله شيء وهو السميع البصير
( لَيْسَ كمثله شَيء وَهُوَ اَلسَّمِيعُ اُلْبَصِيرُ 9 )
سورة الشورى
يا أيُّها العَبْد المُشْتاقَة نَفْسُه إلى مَعْرِفة مَوْلاه،
هذِه آيةٌ تُعَرِّفُك بِربّك كما يَنْبَغي لِجلالِه وعظِيم سُلْطانِه،
فاقْرأ بِقلْبِك وتمَعَّن !
فربُّك هو (السَّمِيعُ) لِجَمِيع الأصْوَات على تَعَدُّد الحَاجَات فِي أَقْطار الأرض والسماوات ! (الْبَصِيرُ) الذي أحَاط بَصَرُه بجمِيع المُبْصَرات !
يَرى ويَسْمع دَبِيبَ النَّمْلة السّوْداء، على الصَّخْرة الصَّمَّاء،
في الليلة الظَّلْماء ! ويَرى نِيَاط عُرُوقِها ومَجارِي القُوتِ في أعْضائِها.
عَلاّم الغُيُوب ؛ لا يَعْزُبُ عنْ عِلمِه شَيْء مَهمَا دَقَّ أوْ عَظُمَ !
فالسِّرُّ عِنْدَه عَلانِية ... والغَيْب عِنْده شَهادَة !
ثمّ اعْلَم أنَّ كُلَّ وَصْفٍ للمَخْلُوقِين يُتَوَهَّمُ مِنْه مُشابَهَة صِفَةٍ للبَاري أوْ اسْماً مِنْ أسْمائِه، فلَيْس ذلِك إلاّ اشْتِراكاً في اللّفظ فقَط !
فلا يُشْبِهُه شَيْء مِنَ المَوْجُودات ... لا في صِفَةٍ ولا فِعْلٍ ولا ذَاتٍ !
ولا كُفؤَ له ولا مَثِيل على الإطلاق.
فمَهْما خَطَرَ بِبَالِك ... فاللّه بِخِلافِ ذلِك !
(لَيْسَ كمثله شَيء وَهُوَ اَلسَّمِيعُ اُلْبَصِيرُ 9)
|