الصمت في العلاقات

لماذا أصبح الصامت هو الأقوى في العلاقة ؟ و لماذا الصمت يجعل اي شخص يفكر فيك أكثر و أكثر …! 😍🤫
قال شخص مجهول ذات يوم : حتى المجنون يجعله الصمت يبدو عاقلاً …! 🤫
هل فكرت يومًا في هذا العمق ؟ أن مجرد الصمت كفيل بأن يبدّل نظرة الناس إليك تمامًا؟
أن مجرد عدم قول شيء… قد يقول عنك الكثير في نفس الوقت ؟! 👀

المشكة أننا اليوم اليوم نعيش في عالمٍ صاخبٍ جدًا ، نعيش وسط 📱 محادثات لا تنتهي و 📤 مشاركات مستمرة و ضغط ردود فورية 💬 كل شيء يدور بسرعة، والكل يتحدث، الكل يُعلق، الكل يشرح، الكل يسال ، الكل يجيب ، وفي وسط هذا الضجيج، أصبح الصمت فنًا مهدورًا، قيمة ضائعة، وقوة منسية للأسف .

علاقاتنا أصبحت مبنية على التواصل المستمر و الذي يتحول الى ضغط ، المشاركة الدائمة التي تتحول الى ازعاج ، التفاعل الفوري الذي يتحول من مجرد تواصل نابع من القلب الى واجب او امر يجب تنفيذه … وهذا من دون أن نشعر سلبنا أحد أعظم أدوات التأثير على الاخرين و هي : الصمت.

رغبتنا في الحدث المستمر جعلتنا لا نصمت أبدا بل نتحدث أكثر من اللازم.
نشرح مشاعرنا حتى نفقد قيمتها ، و نتحدث الى درجة اننا نعري انفسنا امام الشخص الاخر لمجرد الحفاظ على رغبتنا في التواصل الدائم معه ، ولأننا لا نصمت… لم نعد نُلاحظ من الاخرين بل أننا نُستهلك تماما داخليا ، لأن الكلام الزائد يؤدي الى التزامات زائدة و التي بدورها تؤدي الى ضغط زائد .

حين تتكلم كثيرًا، فأنت تلزم نفسك بما قلت و تكشف كل غموضك ، و ما تغفل عنه أن كل وعد، كل توضيح، كل رأي، كل تعبير عن مشاعرك تصبح كلها قيودًا تسجنك ، و ما يجب أن تعرفه أنه 🕵️‍♂️ في عالم اصبح فيه الجميع يتحدث … فإن الصامت حاليا هو من يسيطر 👑 نحن في زمن لم نعد نُدهش فيه بشيء ، اتصال في كل وقت، في كل مكان، من أي جهاز، وعلى أي منصة. وهنا تأتي قوة و أهمية الصمت. لأن التكرار يجعل كل شيء مُتوقَّعًا، والمتوقَّع يُفقد التأثير ، لكن حين تصمت… حين تغيب… حين تراقب بصمت و حسب ستجد كل الاعين بدأت تنظر نحوك ، الاقربون لك بدؤوا ينتبهون لك و يسألون عنك و يتساءلون حولك لمجرد أنك صامت .
عندما تصمت فأنت تُعيد لنفسك شيئًا من الهيبة و من الانتباه :

أنت تجعل الطرف الآخر يتساءل:
“ماذا يدور في ذهنه؟ 🤔”
“ما الذي يشعر به؟ 💭”
“لماذا لم يعلّق؟ 🤨”
“هل ما زال مهتمًا؟ 😶‍🌫️”
وهنا يبدأ السحر 💡لأن الرغبة في التفسير التي تخلقها بداخل الشخص الاخر تؤدي به الاستمرار في الاهتمام بك لأنك حين تصمت، تُبقي مساحة للخيال. تُبقي مساحة للأسئلة. تُبقي الطرف الآخر في وضعية ترقّب، فضول، قلق، وتفكير… وهنا تكون قد فَرَضتَ حضورك… بدون أن تتكلم. أثَّرتَ فيه … دون أن تشرح. تكلّمتَ… بدون صوت.

🧠 السؤال الآن : كيف تستعمل الصمت بذكاء؟ إليك 6 أسرار بسيطة لتصمت بشكل فعال يقوي علاقتك و يزيد قيمتك 👇

1. تجنب التصريحات الزائدة و لا تتحدث عن كل شيء. اترك شيئًا للغموض. ليس كل شيء يجب أن يُقال.
2. تجنب التفسيرات الغير مطلوبة و لا تشرح نفسك إلا إن طُلب منك، وحتى حينها، اختر كلماتك كأنها عملة نادرة.
3.لا تطلب توضيحات تكشف مشاعرك لأنه أحيانًا نُلحّ على الآخرين أن يقولوا لنا ما يشعرون به تجاهنا… فقط لنعرف، لا لنتصرف! وهذا ضعف، وليس اهتمامًا.
4. ابقِ على المعلومات المهمة خفية و لا تكشف عن نواياك بسهولة. اترك بعض الأوراق مقلوبة، فالغموض جزء من السيطرة.
5. اجعل كلماتك القوية تخرج بصعوبة ، حين تقول كلمة حب، أو غضب، أو تعبير عن شعور… اجعل هذا الامر نادر. فكلما كانت الكلمة ثمينة، زاد أثرها على الشخص الاخر .

🧘 و الأهم و السر الذي يجب ان تبدأ بتعلّمه هو أن تتقبل الصمت من الآخرين …

لا تطالب الجميع بالرد الفوري، ولا تفسّر صمتهم دائمًا كإهمال أو تجاهل. فقط من يتقن الصمت، هو من يمكنه أن يتقبّله من الآخرين ، وصدقني… كثير من الصمت يعني كثير من التركيز من التشويق من الاثارة .

لأنه كما قال أبراهام لنكولن 🧔✨ “الصمت يجعل الناس يظنون أنك أكثر حكمة وقوة مما أنت عليه.” ولعل هذا هو أجمل ما في الصمت ، أنه يمنحك قوة لا تحتاج إلى إثبات ، هيبة لا تحتاج إلى كلمات.
و على فكرة فالصمت ليس هروبًا، بل تكتيكًا نفسيًا عميقًا… الصمت ليس غيابًا بل حضورًا بصيغةٍ مختلفة .

ابدعتِ حبيبتي

مميزه