#1
|
||||||||
|
||||||||
![]()
فتاة كانت تظنُّ أن صورتها على الإنترنت أمرٌ عادي...
إنها مجرد صورة لها، فيها من الثقة والجمال وقد أحبتها، ولا داعي للقلق، فهي تسيرُ أحيانًا في الشارع والناس يرونها، فما الفرق إذن؟ لكن في الحقيقة أن الفرق كبير... في الشارع، العيون تمرُّ وتَعبر، لا أحد يتأمَّل ملامحها طويلاً، لا أحد يُقرّب الصورة، ولا يُخزِّنها في هاتفه أو ذاكرته. أما صورتها علي الأنترنت؟ فهي متاحة دائمًا على مدار الساعة، تحت أنظار مَن يشاء... بلا استئذان، وبلا حدود، وبلا رقابة. لا تعلم أنه ربما هناك مَن ينظر، يتأمَّل، يتخيَّل، ويحفظ... وهي لا تدري، ولا تَعلم مَن الأشخاص، ولا بأي نية. وحين يَنصَحُها أحدهم، يأتي بعدها الردّ السهل: "لكنني أظهر في الشارع، فما الفرق؟" الحقيقة المُرة هي أن الفرق في الشارع لانه لا يَسمح بالخلوة، أما الصورة علي الأنترنت... فتسمح، وتفتح باباً خفيٍّ بالنظرات، والنوايا، والقلوب. وقد قال الله تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ" وقال: "وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ" وهذه ليست نصائح… بل إنها أوامر ربّ يعلم خفايا النفوس. والحقيقة أن المصيبة ليست في الفتاة وحدها، بل في كل رجلٍ يُبادر فينشر صورة لزوجته أو أخته أو ابنته، ويظنّ أنّ الأمر "عاديًا"، بينما هو يعرِّضها لما لا يرضاه لها في الواقع! والمُصيبة الأخري تكونُ أيضًا في الرجُل الذي يستبيحُ النظر. فيُطيل التأمل، بعينيّ ذئبٍ مُفترس، بقلبٍ غافِل فَيتخِيلُ فيها مالا يَحِلُ له مِنها. الطهارةُ دائمًا وأبدًا لم تَكُن فقط في اللّباس، والسترُ مبادئ تَظهرُ في أبسط الأشياء…كمجرد صورة. ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|