عدد مرات النقر : 14
عدد  مرات الظهور : 141,792
عدد مرات النقر : 12
عدد  مرات الظهور : 141,459

عدد مرات النقر : 12
عدد  مرات الظهور : 141,091
عدد مرات النقر : 12
عدد  مرات الظهور : 140,568
قسم مشكلتي // متخصص للمشاكل الشخصيه والعائليه حصري ومنقول// اضغط هنا كلمة الإدارة

عاذنا الله واياكم من مرض القلوب // علاء الجوهري ( أضغط ) من مواضيع المنتدى اليوم




تكملة لقصة انتيخريستوس..،2

۩۞۩{قسم الروايات والاقصوصه للمنقول}۩۞۩


إضافة رد
#1  
قديم يوم أمس, 10:08 AM

ملكة غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 44
 تاريخ التسجيل : Aug 2025
 فترة الأقامة : 18 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (01:14 PM)
 المشاركات : 10,841 [ + ]
 التقييم : 62
 معدل التقييم : ملكة will become famous soon enough
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تكملة لقصة انتيخريستوس..،2



إنها الحرب على مملكة "بكتيريا".. لقد بدأ عصر الحروب فور جلوس "النمرود"
على العرش.. ورغم أن المستشار الأعلى "أونس" كان عريسًا جديدًا إلا أن طبول
الحرب لما دقت انتزعته من سريره انتزاعًا.. ولم تنتزعه وحده.. بل انتزعت زوجته
معه.. الفارسة "سميراميس".. والتي كانت قد أظهرت فروسية وذكاء لا
يملكهما أعتى الفرسان.. نزلت "سميراميس" إلى الحرب مع زوجها جنبًا إلى
جنب.. والحقيقة أن مظهرهما كان عجيبًا كعروسين.. كانت "سميراميس" قائدة
كتيبة عسكرية كاملة.. فائقة الجمال.. جمال من الطراز الذي يذعن له الأخرون
رغمًا عنهم.. لها عينان ساطعتان بالرغم من كثافة رموشهما.. عينان يشع
منهما وهج عبقرية قائد يستطيع أن يأمر جيشًا ويؤسس إمبراطورية.
أظهرت "شميرام" في تلك الحرب دهاءً عسكريًّا فاق كل الحدود.. دهاءً أسقط
وحده مملكة "بكتيريا" الحصينة.. ووصل الخبر إلى الملك "النمرود" الذي دُهِشَ
دهشة حقيقية من أن تفعل فتاة واحدة كل هذا.. فاستدعاها لمكافأتها..
وكان أول لقاء بين الملك النمرود وبين "سميراميس".
كان الملك "النمرود" جالسًا على عرشه يُعنِّف مستشاريه كعادته.. وكان منهم
المستشار "أونس".. وفجأة دخلت "سميراميس".. بكل جمالها وثقتها وقوتها
دخلت.. رافعة رأسها راسمة على ملامحها تعبيرًا عسكريًّا صارمًا بدا عجيبًا على
ملامحها الجميلة.. وفور أن رأت "زاهاك" شعرت بخفقة في قلبها.. ساءلت
قلبها عن تلك الخفقة.. أتُراك خفقت ألنك رأيت الملك األعظم للبالد ألول مرة..
لكنها رفضت هذا.. فهي ليست من الطراز الذي يهتز لرؤية أحد.. في نفس
الوقت كان "زاهاك" يحدِّث أحد مستشاريه بعصبية.. ثم لما شعر بحضور شخص
ما التفت إليه بحدة.. وعندما رآها قام من على عرشه.. وكان يسائل نفسه أثناء
قيامه.. لِمَ يقوم ؟.. إنه ليس من الطراز الذي يقوم لحضور أحدٍ.. التقت عيناهما
لقاءً حجبَ عن مجال رؤيتهما أي كيانات أخرى سواهما.
31
اقتحمت المجال نظرات أخرى آتية من شخص آخر يرى المشهد.. نظرات غاضبة
موجَّهة من "أونس".. زوجها.. الذي لم تسره تلك النظرات التي عجز الطرفان
عن إخفائها.. ثم اقتحمت المجال نظرات أخرى ترى المشهد بعين شيطان..
نظرات "لوسيفر".
* * *
لم يمضِ وقتٌ طويلٌ إلا وكان يمكنك أن ترى المستشار "أونس" وهو يسقط
صارخًا من فوق قلعة النمرود.. بينما يقف النمرود فوق القلعة ناظرًا إليه
بسخرية.. ثم أمكنك أن ترى النمرود يتزوج من "سميراميس" زواجًا اهتزت له
أرجاء المملكة البابلية اهتزازًا لم تهز قبله مثله ولا بعده.. حتى استمرت
الاحتفالات ثالثة أيام متواصلة.. ووُزعت الكثير من الكابرا )حقائب الهدايا(
المليئة بالملبس والحلويات البابلية الأخرى.. واجتمع الشمس والقمر كما تقول
الأساطير.. الشمس هو إله الشمس النمرود والقمر هي "سميراميس".
زادت قوة مملكة النمرود بعد انضمام "سميراميس" بكل دهائها إليه.. انضم
الدهاء العسكري إلى القسوة والطغيان إلى سطوة السحر.. وظلت ممكلة
النمرود تغزو الممالك التي تجاورها حتى أصبح النمرود ملك الأقاليم السبعة..
ولم يكتف بذلك.. بل تطلع إلى مزيد من السلطان.. أراد أن يغزو السماء.. فجمع
ستمئة ألف رجلٍ من كافة ممالكه السبعة وأمرهم أن يبنوا بُرجًا شاهقًا لا يصعد
المرء إلى قمّته إلا بعد مسيرة عام كامل.. برج يتجاوز السحاب ارتفاعًا.. وبالفعل
بدأ العمال والمهندسون وحتى الجن في بناء ذلك البرج العظيم.. ولم تمضِ عدة
سنوات إلا وتم بناء أول عجيبة من عجائب الدنيا السبع.. برج بابل.. ذلك البرج الذي
كان قصر النمرود وعرشه على الأرض.
* * *

كان النمرود نائمًا في أحضان الجميلة "سميراميس" التي كانت تمسح بيدها على
شعره في حنانٍ لم تعهده في نفسها.. لكن النمرود وقتها كان في شأنٍ آخر..
كان يرى حُلمًا عجيبًا.. تراءى له مابدا وكأنه فارسٌ على صهوة جواده يطير في
السماء عند الافق.. ورأى نفسه يطير في السماء مواجهًا لذلك الفارس.. أعاد
النظر مرة أخرى إلى السماء فرأى الفارس قد اختفى وحلَّ محله كوكب متألق..
نظر إلى الموضع المواجه للفارس والذي رأى نفسه فيه.. فلم يجد نفسه بل وجد
الشمس.. ثم اختفت الشمس فجأة من السماء وبقي ذلك الكوكب المتألق.. أعاد
النظر مرة أخرى فرأى الفارس في موضع الكوكب المتألق يغير اتجاهه الأول
ويقترب بسرعة رهيبة من الأرض هاجمًا بفرسه على النمرود نفسه ففزع وصحا
من نومه صارخًا فجأة لتقابله عينا "سميراميس" الجميلتين القلقتين ويداها
الحانيتين على جبينه.
أحضرت "سميراميس" للنمرود أعلم أهل بابل ليفسروا له ذلك الحُلم.. وكانوا
خائفين من التصريح بالتأويل الحقيقي لذلك الحُلم.. ثم حسموا أمرهم في
النهاية وأخبروه.. قالوا له إن هناك مولودًا سيولد على هذه ألأرض عمَّا قريب..
وأنَّ هلاكًا سيكون على يديه.
ثار النمرود ثورة رهيبة.. وأمر بقتل كل المواليد في جميع الأقاليم السبعة.. ونزل
جنوده يقتحمون البيوت ويقتلون األطفال. في تلك األيام بالضبط وُلِدَ نبي الله
"إبراهيم".. وأخفته أمه من جنود النمرود.. حتى كبر وصار شابًا.. وكان شعب
بابل يعبدون الكواكب ويصنعون لها أصنامًا يتضرعون إليها.. ومن تلك
الكواكب الشمس والقمر؛ فالشمس هي المعبود األعلى وهو الملك النمرود
والقمر هو المعبود التابع وهي "سميراميس".. أما "النمرود" فقد كان ولاؤه
للشيطان وحده.
كان قد فسق في تلك الأيام وفجر وتجبَّر وحكم الناس بالحديد والنار.. بدأ
"إبراهيم" يدعو الناس ليعبدوا إلهًا واحدًا.. ويحاول إقناعهم أن أصنامهم تلك لا

هي بضارة ولا نافعة.. وحدثت القصة الشهيرة في عيد الربيع.. ذلك العيد الذي
حطَّم "إبراهيم" فيه أصنام بابل المصطفة في معبد "أور" وعلق فأسه على صنم
شديد الضخامة منهم يدعى "مردوخ".. ولما عاد القوم من عيدهم وجدوا كل
أصنام آلهتهم قد تحطمت ماعدا واحد.. وذلك الواحد هو "مردوخ" العظيم..
الذي كان يقف في رأس المعبد بشموخ ويحمل فأسًا على كتفه.
ضجَّ القوم وتذكروا كراهية "إبراهيم"ل لصنامهم فاستدعوه وسألوه فأجابهم
الجواب الشهير..
- بل فعله كبيرهم هذا.. فاسألوه إن كان ينطق.
ثارالقوم وأوصلوا الخبر إلى إلههم الملك النمرود.. وكانت المواجهة الشهيرة
بين النمرود و"إبراهيم".
- من هو ذلك الله الذي تعبده يا "إبراهيم"؟
- إنه اإلله الذي يُحيي ويميت .
- أنا أحيي وأميت.. أضرب عنق سجين لدي فأميِتُه وأترك الآخر فيعيش.
- إلهي يُخرج الشمس من المشرق.. فأخرجها أنت من المغرب.
فبُهت "النمرود" ولم يدرِ ما يقول.. وأمر بقتل إبراهيم قتلًا يكافىء جريمته في
حق الآلهة.. أمر بأن توقد نار هي أعظم نار أوقدت على ظهر األرض وأن يُلقَى
فيها "إبراهيم".. وظل أهل بابل يجمعون الحطب لإيقاد تلك النار شهرًا كاملًا..
ولما أوقدوها نارًا عظيمة أصبح نورها يُرَى من آخر المدينة.. ثم ألقوا "إبراهيم"
فيها بالمنجنيق.. وتركوها أيامًا ولياليَ حتى انطفأت.. فهرعوا إليها ليجمعوا
رماد الرجل الذي تجرأ على الآلهة.. فوجدوه واقفًا هنالك وليس به خدش واحد..
غضب النمرود غضبًا شديدًا.. لكنه غضبٌ مكتومٌ هذه المرة.. غضب موجه ناحية
حليفه الذي وعده بالقوة والملك.. غضب على "لوسيفر".
* * *

كان الشيء التالي الذي فعله النمرود هو أعجب شيء يمكن أن يقوم به بشريٌّ..
وربما استحق لقب النمرود بسبب فعله لهذا الشيء وحده؛ ذهب النمرود إلى جبل
دنباوند وتحديدًا إلى ذلك الغار الذي كان يتردد عليه بين الفينة واألخرى ليتعلم
السحر.. غار "لوسيفر"..
- أين كانت تلك القوة المطلقة التي تدعي.. كيف لنار مستعرة ألاتحرق
إنسيًّا من لحمٍ ودمٍ؟
- ألنه شيطان مثلي.
- حقًّا؟ أتقصد شيطان أعظم منك؟ ثم أننا كلنا نعرف "إبراهيم" ونعرف
أباه "آزر" النحات.
- ليس لك أن تعرف كل ما أعرف.. فلست أنا وأنت إلا حلفاء بحلف أنا
السيد فيه.. وما أنت ببالغ مبلغي.. فما أنت في النهاية سوى بشري
تجوع وتبول وتموت.
- أين هي القوة؟ لقد صعدت إلى السماء فوق السحاب ببرجي ولم
أجدها.. وهبطت معك إلى أسفل سافلين ولم أجدها.
- القوة هي أنك مَلِك الاقاليم السبعة.. ولا يوجد بشري إلا ويرتعد عند
ذِكر اسمك.. وعائلات كاملة من الجن تأتمر بأمرك.
- كلهم إلا واحد.. "إبراهيم".. ما الذي يملكه ولا أملكه أنا ولا تملكه
أنت
- هو فقير لا يملك شيئا إلا الحيلة.. والحيلة هي التي أنجته من النار
- أنت كاذب.. كاذب وحقير.. وأقسم أني قاتلك وممزقك إربا.. فور أن
أجد تلك القوة
أعلن تمرده على حليفه "لوسيفر".. فبعد أن تمرد النمرود على والده بقتله.. وتمرد
على الله بالكفر وادعاء الأولهية.. وتمرد على الكواكب التي يعبدها قومه
بتجاهله الكامل لها.. وتمرد على كل الأعراف والأخلاق بطغيانه ودمويته وتجبره



 توقيع : ملكة


رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 10:09 AM   #2



الصورة الرمزية ملكة
ملكة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 تاريخ التسجيل :  Aug 2025
 أخر زيارة : يوم أمس (01:14 PM)
 المشاركات : 10,841 [ + ]
 التقييم :  62
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



في البلاد.. بعد كل هذا أعلن في النهاية تمرده على من علمه السحر.. أعلن
تمرده على "إبليس".. فالنمرود من التمرد.. وكان "زاهاك" هو أمير التمرد بلا
منازع في تاريخ األرض.
* * *
- سيدي "زاهاك".. وصل الطباخ الجديد للملك بعد أن أمرتنا أن نطرد
الطباخ الأول
- دعه يدخل.. ولينه حديثه سريعا
كان "النمرود" يناقش أمرا ما بجدية مع مستشاريه.. حتى شعر بوقع خطوات
هادئة.. رفع رأسه لينظر إلى من سيعرف بعد قليل أنه الطباخ الجديد.. لكن عيناه
اتسعتا بوضوح لاحظه كل المستشارين.. فالطباخ الجديد كان شكله يبدو مألوفا
جدا.. عجوز.. أعرج. شبه معدوم ألأسنان.. عباءة سوداء ممزقة.. وابتسامة
ساخرة زادت منظره بشاعة.
قال العجوز بصوت كالفحيح الساخر :
- أتيت ألقدم لك يا سيدي عينة مما تستطيع يداي عمله .
وتقدم العجوز مقدما للنمرود طبقا ذهبيا عليه بعض الطعام المطهو.. قال له
"النمرود" بصوت واضح القلق :
- الداعي للعينات ياهذا.. أنت مرفوض
ابتسم العجوز ابتسامة بانت فيها أسنانه المبعثرة ببشاعة وقال :
- إنني أعتذر منك ياسيدي.. ولتسمح لي أن أقبل منكبيك احتراما
وخضوعا لحضرتك.

تقدم العجوز من "النمرود" بخطوات خاضعة ذليلة حتى وضع رأسه في األرض
تحت قدميه.. ثم قام ببطء وقبل منكب النمرود الأيمن.. ثم الايسر.. ثم استأذن
وانصرف إلى حال سبيله.
- لماذا رفضته يا سيدي إن طهوه رائع جدًّا
لم يرد "النمرود" عليه.. كان شاردا.. هل يعني "لوسيفر" بهذه الحركة الاعتذار..
أم أنه يعني شيئا آخر.. قام "النمرود" من مكانه وتوجه إلى غرفته عند زوجته
ومعشوقته "سميراميس" كعادته إذا حزبه أمر.. فدهاءها يزن جبل دنباوند ذهبا
ومثله معه.. وفور أن دخل "النمرود" إلى غرفته ونظر إلى جمال "سميراميس"
وهي تصفف شعرها الذهبي البني الطويل.. حتى شعر فجأة بألم رهيب في
منكبيه يصاحبه انقباض كأن عظامه قد انطبقت على بعضها.. صرخ "النمرود"
وسقط على الأرض.. التفتت إليه "شميرام" وهرعت إليه.. لكنها توقفت مكانها
ناظرة إلى الجنون الذي بدأ يحدث أمام عينيها المتسعتين.
فمن منكبي "النمرود" العريضين خرج ثعبانان أسودان بشعان.. يلتفان حول عنقه
تارة.. ويزحفان على منكبيه تارة.. وينزلان بداخل ملابسه تارة أخرى.. ثعبانان يبدو
أنه لا ذيل لهما.. كأنهما برزا فجأة من داخل منكبيه.. وشرع الثعبانين يصدران
فحيحا مفترسا ويفتحان أنيابهما.. ولم يحدث أي رد فعل سواء من "النمرود" أو
من "شميرام".. لأن كليهما كان قد سقط مغشيًا عليه.. ولم يبق في الغرفة إلا
فحيح الثعابين.
* * *

أرسل "لوسيفر" رسالة إلى النمرود كتب فيها:
" أطعم األفواه الجائعة كل حين.. لأنها لو لم تجد شيئا تأكله فلن تجد إلا رأسك"
ومنذ ذلك الحين والنمرود قد بدأ يتخذ عادة جديدة.. أصبح يأمر زبانيته كل يوم أن
يأتوا له برأسين بشريين.. فقد تعلم أن هاتين الحيتين لا تأكلان سوى رؤوس
البشر.. ويفضل أن تكون رؤوسا صغيرة لأطفال.. لأن الحيتين ترفضان أحيانًا
رؤوس البالغين.. وبدأ زبانيته ينزلون إلى البلاد في كل يوم ليعودا له برأسين
مقطوعين.. ولم يعرف أحد لماذا يصر النمرود على هذا كل يوم.. ولماذا يقتل
كل من يتقاعس في تنفيذ هذا الأمر بالذات.. ولم يدر أحد ماتلك العباءات العجيبة
التي صار "النمرود" يرتديها.. ثم ماهذا الذي يتحرك تحت العباءة.. لم يدر أحد..
ولم يجرؤ أحد على السؤال.
حاول النمرود أن يذبح الحيتين.. وكانا كلما ذبحهما نبتا على كتفيه في الحال..
أما "سميراميس" فلم تشعر بشيء سوى بالشفقة على حال زوجها معشوقها..
وقد أتت له بالأطباء من الاقاليم كلها.. وكلما رآه طبيب عجز عن استئصال
الحيتين.. وكان كلما رآه طبيب وعرف سره قتله.
في الجانب الاخر من المدينة كان هناك رجل حداد يقال له "كاوي".. تعرف في
وجهه بأس شديد وقوة.. وتعرف في وجهه حزنا عميقا.. فقد زاره زبانية
"النمرود" منذ أيام وقطعا رأس ولديه الصغيرين أمام عينيه.. وأخذا الرأسين
وقدماها للنمرود.. كان "كاوي" الحداد مسلما.. متبعا لدين "إبراهيم".. وقد نزل
بين الناس المقهورين المظلومين المقطوعة رؤوس أوالدهم وذويهم.. نزل
بينهم وأشعل نار الثورة في قلوبهم.. وتسللت روح الثورة من قرية إلى قرية..
ومن إقليم إلى إقليم.. حتى جمع "كاوي" الحداد تحت رايته خلق كثير يملؤهم
الغضب على النمرود.
وفجأة دخل "كاوي" الحداد إلى برج بابل.. أدخله "النمرود" ظنا منه أنه مجرد حداد
أتى يستعرض ما تقدر يداه أن تصنع..
قال له "كاوي" الحداد بلهجة حازمة لم يعتدها النمرود :
- يا ملك بابل وآشور وعظيمهما.. أسلم تسلم.. وأتركك على ملكك
- وهل من إله غيري يا هذا ؟
- الله رب السماوات والارضين
- أتقول مثلم قول "إبراهيم"؟
- "إبراهيم" نبي الله ونحن بدعوته مؤمنين.. وإنا ندعوك لعبادة الله وحده
لا شريك له.. فإن أبيت قاتلناك
- هل جننتم؟ أنا "زاهاك" عظيم بابل وآشور وملك الاقاليم السبعة..
اجمعوا جموعكم إلى ثلاثة أيام وأجمع جموعي.. ولأمسحنكم
وجموعكم عن وجه الارض حتى لا يتبين لكم أحد أثرا.
وهكذا جمع "كاوي" الحداد جموعه الغاضبة لمدة ثلاثة أيام.. وجمع النمرود
جنوده.. ونزل النمرود يقود جنوده بنفسه ونزلت معه زوجته الفارسة
"سميراميس".. وكانت جموع النمرود أضعاف جموع "كاوي" الحداد.. ووقف
الجيشين أمام بعضهما. . كان كاوي وجنوده ينظرون إلى عظمة جيش النمرود
وتسليحه وتنظيمه وتجهيزه.. وينظرون إلى أنفسهم في قلتهم وأسلحتهم
المتواضعة.. نظر النمرود و"سميراميس" إلى جيش "كاوي" الحداد في سخرية..
ثم نظرا إلى بعضهما.. دخل في نفوس جنود النمرود الحماسة لتقطيع ذلك
الجيش الضعيف إربا حتى لا يُبقوا منهم شيء.. لكن عيون جنود الجيشين
توجهت فجأة إلى جهة واحدة ينظرون كلهم إلى شيء ما.. شيء آت من جهة
مشرق الشمس..
إن القوة التي بحث عنها النمرود طويلا ولم يجدها قد قررت أن تريه اليوم من
آياتها عجبا.. قوة اهلل جبار السماوات واألرض وعظيمهما.. ففجأة وبدون سابق لا يُبقوا منهم شيء.. لكن عيون جنود الجيشين
توجهت فجأة إلى جهة واحدة ينظرون كلهم إلى شيء ما.. شيء آت من جهة
مشرق الشمس..
إن القوة التي بحث عنها النمرود طويال ولم يجدها قد قررت أن تريه اليوم من
آياتها عجبا.. قوة الله جبار السماوات والارض وعظيمهما.. ففجأة وبدون سابق


 
 توقيع : ملكة



رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 10:11 AM   #3



الصورة الرمزية ملكة
ملكة غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 44
 تاريخ التسجيل :  Aug 2025
 أخر زيارة : يوم أمس (01:14 PM)
 المشاركات : 10,841 [ + ]
 التقييم :  62
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



إنذار رأى الجمعين جيشا آخر قادما من جهة المشرق.. جيش آت من السماء..
جيش ستر من كثرته عين الشمس.. جيش من البعوض.
في البداية لم يفهم أحد من الجيشين شيئًا.. مابلا هذا البعوض يسد عين
الشمس. وخلال لحظات فقط كان جيش البعوض قد اقترب حتى دخل في مجال
الرؤية.. ضيق النمرود عينيه الوسيمتين ناظرًا إلى السماء محاوِلًا أن يفهم ماالذي
يعنيه هذا.. وتحول البعوض من الطيران الأفقي في السماء إلى الانقضاض
الرأسي.. الانقضاض على جيش النمرود الذي اتسعت عيناه وعيون جنوده الذين
ساد في تنظيمهم الهرج والتحركات العشوائية التي يحاول فيها كل فرد
الالتفات والهرب.. لكن ذلك البعوض لم يكن بعوضًا عاديًّا.. كان نوعًا من
البعوض لم تعرفه الارض ولا حتى في العصر الجوراسي أيام الديناصورات.. نوع
متوحش.. انقضَّ على أفراد جيش النمرود الصارخين الساقطين من على جيادهم
والهاربين.. حتى لم يدع في أجسادهم لحمة إلا افترسها.. وافترشت أجسادهم
الارض على بساط من دمائهم.. أما النمرود وزوجته فقد كانا يحثان جيادهما
الراكضة على الهرب بعيدًا عن تلك المهزلة.. نظر النمرود إلى السماء وقال :
- من أنت ياصاحب القوة؟ أين أنت؟ هل أنت شيطان؟
كان يركض وزوجته ويتبعهما سرب من البعوض.. لكن كان يبدو أن فرسيهما
سريعان كفاية للهروب من السرب.. إلا أن بعوضة واحدة قد تمكنت من اللحاق
بالنمرود وفعلت شيئًا غريبًا جدًا؛ فما إن لحقت به حتى دخلت في أحد منخريه..
ففقد النمرود توازنه صارخًا.. وكاد يقع عن جواده لولا أن أمسكت به
"سميراميس" بحركة بارعة جدًا.. ونقلته من فرسه إلى فرسها.. واستمرت في
الركض بجوادها حتى هربت من سرب البعوض تمامًا ودخلت إلى برج بابل..
وأغلقت الأبواب وراءها.
* * *

هُزِم النمرود في هذه المعركة هزيمة مروّعة.. فقد فيها جيشه الذي خرج
معه كاملًا.. ولم يبقَ سوى جيش بسيط يحمي برج بابل.. أما جيش "كاوي" فلما
رأوا تلك المعجزة سجدوا جميعًا شكرًا لله.. وأسلم منهم من لم يكن مسلمًا..
ثم رفع "كاوي" الحداد رايته عاليًا وقاد جيشه متوجّهًا ناحية برج بابل.. حيث قصر
النمرود وعرشه.
أما النمرود فقد كانت حالته شديدة البؤس.. البعوضة التي دخلت في منخره باتت
في مخه.. وكانت كلما تحركت يجن جنونه ولا ينقذه إلا أن يضربه جنوده بالنعال
على رأسه ووجهه.. وكانت "سميراميس" تنظر إليه وعيناها تدمعان باكية من
قلة حيلتها.. كانت تود لو تفديه بنفسها.. وتولت مهمة إطعام الثعبانين اللذين
على منكبيه في كل يوم حتى لا يجهزا عليه.. أي شيء هذا الذي وضع النمرود
نفسه فيه؛ ثعبانان وبعوضة متوحشة.. كان متمردًا على قوى لا قِبَل له بها.. ولا
قبل لاي أحدٍ بها.. لكنه عنيد ومتمرد.
وصلت جيوش "كاوي".. وبدأت تحاصر برج بابل.. وجيش النمرود الباقي استبسل
في الدفاع عن البرج.. استمر الحصار أربعين يومًا كاملة.. ولم يدرِ أحدٌ ما الذي
يحدث داخل البرج.. كانت عينا النمرود حمراوين ووجهه أحمر من الضرب
بالنعال.. وفجأة انكسرت بوابات برج بابل.. ودخل "كاوي" الحداد ووراءه جيشه..
لم يكن شيء ليقف في طريق "كاوي" الحداد في سعيه.. كان يريد الانتقام لما
فعله النمرود في ولديه.. ويبدو أنه قد تم له ما أراد.
* * *

جبل دنباوند.. في ظلمة من الليل كالحة.. كان "كاوي" الحداد يدق أوتادًا حديدية
في الجبل.. والنمرود ملقى على الأرض مقيدًا بقربه.. وصوت فحيح الحيّتين على
منكبيه يصم الأذان.. نظر إليه "كاوي" وقال ساخرًا:
- لم تخبرني أن لديك حيتين على منكبيك يا "زاهاك".. ربما كنت
سأعذرك.
لم يرد "زاهاك" بأي كلمة.. وإنما كان يصرخ من وراء كمامة وضعها "كاوي"
على فمه.. يصرخ من ألم تحرُّك البعوضة بداخل رأسه.. ولم يمضِ وقتٌ طويل
حتى أنهى "كاوي" عمله الذي كان يعمله في الجبل.. والتفت إلى النمرود..
وحمله وبدأ يربط حبالًا سميكة في ساعديْ النمرود وقدميه.. ثم بدأ يربط كلا
منها في وتدٍ من ألاوتاد الاربعة التي ثبتها على الجبل.. حتى صار النمرود معلّقًا
في جبل دنباوند من يديه ورجليه.. والثعبنان السوداوان على منكبيه يتلويان حول
رأسه شاعران بالجوع.
فكَّ "كاوي" الحداد كمامة النمرود وقال له :
- بلغ تحياتي إلى صاحب تلك الثعابين.. فهما من سيحظى بشرف رأسك
اليوم ولست أنا.
ارتفعت صرخات النمرود بينما يرفع رأسه إلى السماء وكأنه ينادي على شيء أو
يحدِّث أحدًا ما.. أما "كاوي" فقد كان قد جمع عدته ورحل.. وبقى النمرود وحده
يصرخ.. وعلى سفح الجبل.. كان هناك جمعٌ قد اجتمعوا ينظرون إلى النمرود في
صمتٍ مهيبٍ.. جمع من الأطفال ذوي الشعور الطويلة والنظرات الجامدة.. ولم
يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى تحرك الحوتان والتفا حول رقبته ثم انقضا على رأسه
ينهشان فيها نهشًا متوحشًا دمويًّا.. وظلا ينهشانها وينهشانها حتى خرجت
منها بعوضة طارت بعيدًا إلى حيث ما جاءت.. وطوى التاريخ آخر صفحة في حياة
رجل تجبَّر في الأرض حتى فاق كل حد.. وكانت نهايته على مستوى تجبُّره...
صفحة الملك النمرود.
تـمَّت
****
وباقى الاجزاء تنزل إن شاء الله بالتناوب


 
 توقيع : ملكة



رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 02:00 PM   #4



الصورة الرمزية جيفارا
جيفارا متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 41
 تاريخ التسجيل :  Jul 2025
 أخر زيارة : اليوم (05:18 PM)
 المشاركات : 17,896 [ + ]
 التقييم :  54
 الدولهـ
Jordan
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Blue
مزاجي:
افتراضي



شكرا على مجهودك الرائع ملكة


 
 توقيع : جيفارا



اروى نورتي توقيعي



رد مع اقتباس
قديم يوم أمس, 02:30 PM   #5




الصورة الرمزية اروى
اروى غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2
 تاريخ التسجيل :  Oct 2022
 أخر زيارة : اليوم (03:51 PM)
 المشاركات : 98,030 [ + ]
 التقييم :  13014
 الجنس ~
Female
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Olive
مزاجي:
افتراضي



تكمله رائعه

ابدعت حبيبتي

ننتظر من روائعك


 
 توقيع : اروى



رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:34 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2011-2012
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
اختصار الروابط